مرض الإيدز: الأعراض والوقاية

الكاتب - 22 نوفمبر 2022

يصيب مرض الإيدز الذي يسببه فيروس نقص المناعة "HIV" آلاف البشر ويعتبر من الأمراض الخطرة بسبب المضاعفات الكثيرة والتي تؤثر على جهاز المناعة.

يشكل التحدث عنه هاجساً نفسياً واجتماعياً في بعض المجتمعات، مما يتسبب بضعف الوعي الصحي والطبي تجاهه.

ما هو مرض الإيدز؟

يعتبر مرض عوز المناعة المكتسب الإيدز "AIDS" مرضاً فيروسياً يسببه فيروس نقص المناعة "HIV" وهو من الفيروسات ذات الحمض النووي ال "RNA" والتي تدعى بالفيروسات "القَهْقرية".

يهاجم الفيروس الجهاز المناعي للفرد ويعمل على تدمير الخلايا المناعية وبشكل خاص الخلايا "اللمفاوية"، بالتالي يصبح الجسم ضعيفاً معرضاً للإصابة بالعديد من الأمراض، ومن هنا تأتي خطورة هذا مرض الإيدز.

كما لا يوجد علاج أو لقاح لمرض الإيدز إلى الآن، وتعمل جميع العلاجات الحالية على السيطرة على تكاثر الفيروس دون القضاء عليه، بالتالي فإن المريض يبقى حاملاً لفيروس نقص المناعة "HIV" طوال فترة حياته.

كيف انتقل فيروس نقص المناعة "HIV" للبشر؟

انتقل فيروس نقص المناعة "HIV" إلى البشر من عدوى مشابهة عبر نوع معين من حيوان الشامبانزي في وسط إفريقيا، وذلك في نهاية العقد الأول من القرن الـ 19، حين كان البشر يصطادون هذا الحيوان.

وعندما حصل اتصال مع دم الحيوان المصاب بفيروس نقص المناعة "HIV"، انتقل بعدها إلى الإنسان وبشكل تدريجي انتشر إلى جميع أنحاء العالم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية "WHO" فقد بلغت مجمل أعداد الإصابات بالمرض حول العالم في سنة 2020 حوالي 38.4 مليون إصابة، منها حوالي 1.5 مليون إصابة جديدة، ومن هذه الحالات يعلم حوالي 85% من المصابين بإصابتهم وقد تم تشخيصهم مسبقاً.

كما بلغت أعداد الوفيات لدى المصابين بالإيدز في نفس العام ما يقارب 650000 حالة وفاة، مع العلم بأنه قد تراجعت أعداد الوفيات بنسبة 52% منذ عام 2010.

تشير هذه الأرقام وغيرها كثير إلى أهمية فهم هذا المرض ومدى خطورته، وضرورة التوعية عنه.

أعراض الإصابة بمرض الإيدز

يمكن تقسيم الأعراض التي يعاني منها المريض عند الإصابة بفيروس نقص المناعة "HIV" تبعاً للمرحلة المرضية التي يمر فيها، وتشمل هذه المراحل:

١- المرحلة الأولى

مرحلة الإنتان الحاد بالفيروس، تمتد هذه المرحلة من فترة أسبوعين وحتى أربع أسابيع، بعض المرضى لا يعانون من أي أعراض في هذه المرحلة، ولكن يعاني أغلبهم من أعراض شبيهة بالرشح أو الإنفلونزا:

  • حمى
  • الطفح الجلدي
  • التعرق الليلي
  • الضعف العضلي
  • التهاب الحلق
  • التعب العام
  • ضخامة العقد اللمفوية
  • القرحات الفموية

٢- المرحلة الثانية

مرحلة الكمون أو الهجوع، يشير هذان المصطلحان إلى غياب الأعراض في هذه المرحلة وتعد منا لمراحل الخطرة.

حيث لا يعاني المريض من أية أعراض لكنه يكون ناقلاً للمرض خاصةً في حال عدم التشخيص بعد وعدم تلقي العلاج المناسب.

تختلف مدة هذه المرحلة من مريض لآخر، فقد تستمر من أشهر وحتى عدة سنوات قبل الوصول للمرحلة الثالثة، ولكن خلال هذه الفترة يكون الفيروس ينسخ نفسه أي يتكاثر.

٣- المرحلة الثالثة - متلازمة عوز المناعة المكتسب "AIDS"

يهاجم الفيروس الجهاز المناعي للمريض ويدمره، ويصل المريض إلى هذه المرحلة على مدى عدة سنوات وتعتبر المرحلة النهائية في سير المرض.

وتتضمن أعراض هذه المرحلة:

  • خسارة متسارعة وكبيرة في الوزن
  • حمى متكررة مع فرط تعرق ليلي
  • تعب شديد وغير مفسر
  • ضخامة ثابتة في العقد اللمفاوية في المنطقة الإربية والإبطية والرقبية
  • إسهال شديد ومستمرة لفترة تزيد عن أسبوع
  • تقرحات وقلاعات في المنطقة الفموية والشرجية والتناسلية
  • التهاب الرئة
  • بقع بنية أو زهرية أو بنفسجية اللون على الجلد أو في الفم أو الأنف أو على الأجفان
  • الاكتئاب وكثرة النسيان وغيرها

طرق العدوى وانتقال فيروس HIV

تنتقل عدوى فيروس نقص المناعة "HIV" من خلال:

١- الجنس الشرجي
  • يعتبر هذا النمط من الجنس هو الطريقة الأخطر والأكثر احتمالاً لانتقال العدوى
  • ويكون الشخص المتلقي أعلى احتمالاً لاستقبال العدوى من الطرف الآخر
٢- الجنس المهبلي
  • يعتبر هذا النمط من الجنس أقل احتمالاً لنقل العدوى من المتلقي في الجنس الشرجي
  • يمكن لكل من السوائل المهبلية أو الدم أن تنقل الفيروس إلى الشخص الآخر
٣- انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى الجنين
  • قد تنقل الأم المصابة بالإيدز الفيروس إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الإرضاع
  • تعتبر هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً لإصابة الأطفال بالإيدز
  • في حال تشخيص الأم بالإصابة فيتم البدء بالعلاج خلال الحمل وبعد الولادة
  • كما يجب إعطاء المولود العلاج خلال فترة 4 وحتى 6 أسابيع بعد الولادة، حيث يفيد ذلك في إنقاص نسبة إصابة الطفل بالعدوى.
٤- بعض الطرق النادرة لانتقال العدوى
  • الجنس الفموي
  • الطعام الملوث ببقايا دموية أو مفرزات من مريض
  • تبادل القبل بين شخصين مصابين بتقرحات فموية، مع الأخذ في العلم أن الفيروس لا ينتقل عن طريق اللعاب
  • المعدات والوسائل الطبية الملوثة بالفيروس
  • الوشم ووسائل الزينة التي تتطلب ثقباً لمنطقة جلدية

عوامل الخطورة للإصابة بمرض الإيدز

هنالك بعض الممارسات التي من شأنها أن تزيد من خطر انتقال الفيروس:

  • ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي دون استخدام الواقي الذكري
  • الإصابة بالأمراض الأخرى المنتقلة عن طريق الجنس مثل السفلس أو الكلاميديا أو الهربس التناسلي أو السيلان البني أو الإنتانات المهبلية
  • مشاركة المحاقن والإبر الملوثة بالفيروسات أثناء تعاطي المخدرات
  • التعرض عن طريق الخطأ لوخز بإبرة ملوثة بالفيروس أثناء العلاج في المراكز الطبية

مضاعفات الإصابة بفيروس “HIV”

يهاجم فيروس عوز المناعة الخلايا المناعية اللمفاوية وبشكل خاص التي من نمط "CD4" ويقتلها.

وعندما تصل أعداد تلك الخلايا إلى ما دون 200 خلية في 3 ملم من الدم بعد عدة سنوات من الإصابة، وعندها يدخل المريض في مرحلة المضاعفات والتي تكون المرحلة الثالثة وهي الإيدز، ومنها:

١- الإنتانات الإنتهازية

يطلق هذا المصطلح على الأمراض الإنتانية التي نادراً جداً ما تصيب الشخص، ولكنها تستغل حالة الضعف المناعي الشديد لدى مريض الإيدز فتهاجمه، ومنها:

  • فيروس الحلأ البسيط "الهربس" ويكون أشد تأثيراً على مريض الإيدز بالمقارنة مع إصابة الشخص الطبيعي. ويؤدي إلى تشكل قُلاع فموي وتناسلي شديد وقد يصيب القصبات التنفسية والمريء.
  • فطور المبيضات البيض والتي تصيب الفم وعندها تدعى الحالة المرضية بالسُلاق الفموي، كما يمكن أن تصيب المهبل أو المريء
  • تجرثم الدم بجرثومة السالمونيلا
  • الإصابة بـ"المقوسات القندية" وتنتقل هذه الطفيليات الممرضة من القطط والقوارض، وقد تهاجم العين أو الكبد أو القلب أو الرئتين، وفي حال إصابتها للدماغ لدى مرضى الإيدز فقد تسبب نوبات اختلاجية لديهم.
  • إصابة الرئة بأنماط فيروسية وجرثومية وفطرية نادرة
  • مرض السل فقد يسبب فيروس "HIV" إعادة تفعيل لمرض السل الكامن أو زيادة احتمال الإصابة بنمط شديد من السل.
٢- الإصابة ببعض أنواع السرطان

يعتبر المرضى المصابين بالإيدز أكثر احتمالاً للإصابة ببعض أنواع السرطانات نتيجة ضعف الجهاز المناعي، ومن هذه السرطانات:

  • ساركوما كابوزي وهو سرطان يصيب جدار الأوعية الدموية ويمكن أن ينتشر إلى الرئة والجهاز الهضمي، ويعتبر من الأنواع النادرة بالنسبة للأشخاص الطبيعيين، ولكنه يصيب المرضى المصابين بالضعف في الجهاز المناعي.
  • سرطان عنق الرحم الغازي
  • سرطان الغدد اللمفاوية "Lymphoma"
٣- الحالة الذهنية

يعتبر مرضى الإيدز أعلى احتمالاً من غيرهم للإصابة بالاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية والعصبية كالقلق والتوتر والاضطرابات المعرفية.

٤- انتانات مرافقة للمرض

يمكن أن يصاب المريض بانتانات كالتهاب الكبد من نوع B أو C وذلك لتشابه طريقة العدوى في هذه الأمراض

٥- بعض الاختلاطات الأخرى
  • الخرف
  • النساوة
  • خسارة الوزن الكبيرة
  • الإسهال المزمن طويل الأمد والذي لا يستجيب للعلاجات

تشخيص الإصابة بالإيدز

قد يطلب المريض استشارة الطبيب نتيجة الأعراض الغريبة التي تبدأ بالظهور عليه، وعندها يقوم الطبيب بفحصه بتمعن وأخذ القصة الكاملة منه.

ويسأل المريض عن أية ممارسات قد تنقل العدوى، كالممارسات الجنسية أو تعاطي العقاقير والمخدرات أو ملاحظة آثار الحقن على جسد المريض.

وكون الجهاز المناعي يشكل أجسام مضادة للقتال ضد الفيروس، فيطلب الطبيب مجموعة من التحاليل لقياس هذه الأضداد وغيرها للكشف عن وجود أمراض مرافقة. ومن هذه التحاليل:

  • تعداد الدم الكامل CBC
  • فحص التهاب الكبد B وC
  • قياس تركيز الخلايا المناعية من نمط "CD4" والتي يستخدمها الفيروس للتكاثر ضمنها ومن ثم يقتلها، بالتالي فإن تراجع تركيز هذه الخلايا يشير إلى درجة تقدُّم المرض.
  • قياس الحمل الفيروسي، أي تركيز الفيروس في الدم، حيث يشير ارتفاعه بشكل كبير إلى احتمال الوصول إلى مرحلة الإيدز بشكل أسرع.
  • التقصي عن الإصابة بالسفلس
  • فحص السل الجلدي
  • الكشف عن وجود أضداد المقوسات القندية

علاج الإصابة بمرض الإيدز

حتى الآن لا يوجد علاج للإصابة بفيروس "HIV"، ولكن هنالك مجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (أي الفيروسات ذات الحمض النووي RNA)

١- العلاج الإسعافي للفيروس

في حال الشك بالتعرض للفيروس، فيمكن للمريض أخذ الأدوية التي من شأنها أن تمنع إلى حد ما احتمال الإصابة بالفيروس، ولكن يجب أخذ هذه الأدوية خلال مدة لا تزيد عن 72 ساعة منذ التعرض للشخص المصاب.

٢- العلاج المضاد للفيروس

في حال تشخيص الإصابة بالمرض في أي مرحلة فيجب البدء بأخذ الأدوية مباشرةً، وهي مجموعة مختلفة من الأصناف الدوائية التي تعمل على إبطاء تكاثر الفيروس، لتسمح للحهاز المناعي بالتعافي، بالتالي فإنها تخفف من الأعراض كثيراً وتطيل من مدة الوصول لمرحلة الإيدز.

يجب إعطاء أكثر من دواء تابع لهذه الزمرة للتقليل من احتمال تكيف الفيروس معه ومنع خلق سلالات جديدة مقاومة، بالتالي استمرار فعالية هذه الأدوية.

كما أن المريض يحتاج لأخذ هذه الأدوية مدى الحياة لإبقاء المرض تحت السيطرة.

الوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة

تعد الوقاية من الإصابة بفيروس "HIV" من أهم السبل للحماية من انتشار المرض كونه لا علاج له. وتتضمن طرق الوقاية:

  • استخدام الرجال والنساء للواقيات الجنسية أثناء ممارسة الجنس.
  • التوعية وطلب النصيحة فيما يخص فيروس "HIV" وغيره من الفيروسات والأمراض المنقولة جنسياً "STDs".
  • الابتعاد عن الممارسات الخاطئة كتعاطي المخدرات والاستخدام المشترك للمحاقن الملوثة.
  • قياس أضداد الفيروس لدى الحوامل وبشكل خاص في المجتمعات عالية الخطورة، وذلك لتجنب انتقال الفيروس إلى الجنين.