مرض الزحار: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - .MBBChb, MD
الكاتب - أخر تحديث 16 مارس 2023

ما هو الزحار؟

يمكن أن يحدث الزحار أو الزنطارية "Dysentery" بسبب الإصابة بالجراثيم المعدية أو الطفيليات أو تهيج الأمعاء الناجم عن التعرض للمواد الكيميائية.

وتعتبر جراثيم الشيغيلا "Shigella" من أهم مسببات "الزحار" فهي تسبب "الزحار العصوي".

كما يمثل "الزحار الأمبيبي" نوعاً رئيسياً آخر للزحار، والذي يسببه طفيلي وحيد الخلية يطلق عليه اسم -المتحولة الحالة للنسج- "Entamoeba Histolytica".

ويعاني الكثير من المصابين بالزحار من أعراض خفيفة وتختفي في غضون أيام قليلة، ومع ذلك فإن الزحار يعتبر من الأمراض التي يجب الإبلاغ عنها إلى السلطات، مما يساعد في منع انتشارها في الأوساط المجتمعية.

أعراض الزحار

يسبب الزحار إسهالاً يحتوي على دم أو مخاط بشكل رئيسي، ويستمر عادةً من 3 إلى 7 أيام، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • تقلصات مؤلمة في المعدة
  • ألم البطن
  • نفخة في البطن (غازات)
  • الإعياء
  • الغثيان والإقياء
  • حمى مفاجئة تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى
  • التجفاف، والذي يمكن أن يكون مهدداً للحياة إذا بقي دون علاج
  • الشعور بعدم اكتمال تفريغ البراز
  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن
  • الصداع

وفي حالات نادرة قد يكون التجفاف الناتج عن الزحار شديداً لدرجة أنه يمكن أن تتطور إلى حالة تهدد الحياة، ولذلك يجب الاتصال بالإسعاف على الفور في حال ظهور أية من الأعراض التالية:

  • تغير في مستوى الوعي أو اليقظة، كالإغماء أو عدم الاستجابة.
  • تغير في الحالة العقلية أو تغير مفاجئ في السلوك، مثل التخليط الذهني والهذيان والخمول والهلوسة.
  • ارتفاع درجة الحرارة
  • تسرع ضربات القلب
  • ألم شديد في البطن
  • الدوار الشديد

أسباب الزحار

بالإضافة إلى "الشيغيلا"، قد تسبب أنواع أخرى من الجراثيم الزحار، والتي قد تشمل العطيفة "Campylobacter"، والإشريكية القولونية أو "E. coli"، والسالمونيلا "Salmonella".

ويختلف تواتر الإصابة بكل عامل ممرض اختلافاً كبيراً بين المناطق المختلفة في العالم.

جراثيم "الشيغيلا" و"العطيفة"

١- تخترق جراثيم "الشيغيلا" و"العطيفة" بطانة الأمعاء مسببةً تورماً وتقرحات وإسهالاً شديداً يحتوي على دم وقيح؛ حيث تنتشر العدوى عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث ببراز يحتوي على الجراثيم.

٢- تزيد احتملية الإصابة عند الأشخاص الذين يعيشون أو يسافرون إلى منطقة فقيرة وقليلة النظافة؛ ولا سيما الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم من 1 إلى 5 سنوات.

٣- عند إصابة أحدهم بالزحار العصوي، فإن المتواجدين في المنزل أو المدرسة أو دار رعاية المسنين يصبحون معرضين لخطر العدوى نتيجة الاتصال الوثيق بالفرد المصاب.

الزحار الأميبي

١- بالنسبة للمتحولة الحالّة للنسج والتي تسبب "الزحار الأميبي"، فيمكن أن توجد لفترات طويلة في الأمعاء الغليظة "القولون".

٢- في الغالبية العظمى من الحالات، لا يسبب أي أعراض إلا عند حوالي 10% من المصابين.

٣- كما أن الإصابة به غير شائعة إلا في البلدان النامية في المناطق الاستوائية، حيث ينتشر بشكل كبير هناك؛ ويمكن أن يصاب الشخص بالعدوى بعد تناول الماء أو الطعام الملوث بالطفيليات الصادرة عن شخص آخر.

٤- ويمكن أن تدخل الطفيليات أيضاً عن طريق الفم عند غسل اليدين بالماء الملوث، أو إهمال الغسل بشكل صحيح قبل تحضير الطعام.

٥- الجدير بالذكر أن الاتصال الشرجي أثناء ممارسة الجنس قد يؤدي أيضاً إلى انتشار كل من "الزحار الأميبي" و"الزحار العصوي"، لا سيما إذا كان هناك اتصال مباشر بين الفم والشرج، أو الأصابع والشرج.

٦- نادراً ما يحدث "الزحار" بسبب المهيجات الكيميائية أو الديدان المعوية.

التشخيص

يجب على الشخص الذي يعاني من أعراض شديدة من "الزحار" أن يستشير الطبيب للحصول على التشخيص وتلقّي العلاج المناسب.

١- في البداية يسأل الطبيب عن أعراض المريض ومتى بدأت وعما إذا كان قد سافر إلى الخارج مؤخراً.

٢- إذا اشتبه الطبيب في الإصابة بالزحار، فعادةً ما تكون هناك حاجة لأخذ عينة من البراز للتحليل.

٣- بالنسبة للعدوى البكتيرية مثل "الشيغيلا"، فيتم التشخيص عن طريق زراعة البراز وهو اختبار يكتشف ويحدد البكتيريا التي تسبب عدوى الجهاز الهضمي السفلي، ولسوء الحظ، لا تتوفر مثل هذه الاختبارات في معظم البلدان النامية ويتم التشخيص سريرياً بناءً على الأعراض.

٤- غالباً ما يتم تشخيص "الزحار الأميبي" عن طريق العثور على الطفيلي تحت المجهر؛ ويساعد اختبار الأجسام المضادة في الدم في تأكيد التشخيص.

٥- في حال استمرار الأعراض لدى المريض، فقد يوصي الطبيب بإجراء الاختبارات التصويرية مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية أو التنظير.

المضاعفات

يمكن أن يسبب "الزحار" مضاعفات مختلفة، ولا سيما عند الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

وتتضمن بعض المضاعفات المحتملة ما يلي:

  • خراج الكبد
  • التهاب المفاصل التالي للعدوى "PIA": وتشمل الأعراض آلام والتهاب وتيبس المفاصل.
  • متلازمة "انحلال الدم اليوريمي": وهي حالة تنطوي على التهاب وتلف الأوعية الدموية الصغيرة داخل الكليتين، وهو من المضاعفات النادرة لعدوى "الشيغيلا".

ويجب على الشخص الذي يشتبه في إصابته بمضاعفات "الزحار" أن يطلب العناية الطبية في أقرب وقت ممكن.

علاج الزحار

هنالك مجموعة من العلاجات التي يمكن أن توصف لمعالجة المرض وذلك بناء على نوع الجرثومة.

  • تستخدم الأدوية المضادة للطفيليات مثل "ميترونيدازول"، و"بارومومايسين" و"يودوكينول"، لعلاج "الزحار الأميبي" الناجم عن المتحولة الحالّة للنسج.
  • أما بالنسبة للزحار العصوي الذي تسببه الجراثيم المذكورة، تُستخدم المضادات الحيوية مثل:
    • سيبروفلوكساسين أو أوفلوكساسين أو ليفوفلوكساسين أو أزيثرومايسين
    • ويجب على المرضى الذين لا يزالون يعانون من الإسهال بعد يومين من العلاج استشارة الطبيب.
  • عند السفر، يجب أن يحمل المسافر معه مضادات حيوية للعلاج الذاتي لمدة يوم إلى ثلاثة أيام مثل "سيبروفلوكساسين" واستخدامه في حال حدوث الإسهال المفاجئ المتوسط ​​أو الشديد
    • يمكن أيضاً أن يكون تناول "بسموث سبساليسيلات" وقائياً مفيداً لبعض المسافرين.
  • من المهم للغاية أيضاً تعويض السوائل المفقودة بسبب الإسهال، وفي الحالات الخفيفة يكفي عادةً شرب المشروبات الغازية والعصائر والمياه المعبأة.
  • بينما تجب معالجة الإسهال الأكثر شدةً بالمحاليل التي تحتوي على شوارد كالبوتاسيوم والملح، والسكروز.
  • وبالنسبة للإسهال الشديد، فعادةً ما تكون هناك حاجة إلى أخذ محاليل معالجة التجفاف عن طريق الفم.
  • ويجب أن يحاول المريض تناول كمية كافية من السوائل بحيث يتم إنتاج بول أصفر نقي إلى فاتح كل 3 إلى 4 ساعات.
  • كما يفضل الالتزام بنظام غذائي لطيف مثل الموز والأرز وعصير التفاح والخبز المحمص، وتجنب منتجات الألبان.

الوقاية من الزحار

لتقليل خطر الإصابة بالعدوى، يجب غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وخاصةً بعد استخدام الحمام وقبل تحضير الطعام.

وعند السفر إلى البلدان ذات المناخ الدافئ والرطب والتي تتميز بسوء الصرف الصحي، يجب على المسافر التقيد بما يلي:

  • شرب المياه من مصادر موثوقة مثل المياه المعبأة في زجاجات.
  • التأكد من أن المياه المعبأة مختومة جيداً.
  • تجنب استخدام مكعبات الثلج والتي قد تكون محضرةً بماء ملوث.
  • طهي الطعام جيداً قبل تناوله.