مرض الزهري: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 26 ديسمبر 2022

تنتقل العدوى بمرض الزهري عن طريق الاتصال الجنسي، فما هو هذا المرض؟ وما هي مراحله؟ وما هي أعراضه؟ وكيفية الوقاية منه.

ما هو مرض الزهري؟

يعد مرض الزهري (أو السفلس) عدوى جنسية (STI)، تنتقل عن طريق الجراثيم اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum).

ويُمكن معالجة المرض إذا جرى اكتشافه مبكراً، بينما قد يسبب مشكلات صحية خطيرة إذا تأخرت الخطوات العلاجية.

وما تزال نسب الإصابة بالزهري في تزايد، حيث يمثل الذكور أغلب حالات الإصابة لا سيما الذين يمارسون الجنس مع ذويهم من الرجال، وذلك بحسب دراسة عام 2022.

ويسبب مرض الزهري قروحاً على الأعضاء التناسلية، التي عادةً ما تكون غير مؤلمة، ولكنها تستطيع أن تنشر العدوى بسهولة لأشخاص آخرين عن طريق الاتصال الجنسي.

وتكمن خطورة المرض في أن كثير من المصابين بهذا المرض لا يلاحظون انتشار تلك القروح، وتتأخر معرفتهم بالإصابة.

ويصيب داء الزهري المهبل أو فتحة الشرج أو القضيب أو كيس الصفن، وأحياناً الشفتين والفم، كما يمكن أن ينتشر المرض من خلال الجنس المهبلي والشرجي والفموي.

وتجدر الإشارة إلى أن المرض لا ينتقل عبر مشاركة الطعام أو المشروبات، أو المناشف، أو عن طريق العناق، والمصافحة، أو السعال، والعطاس، أو الجلوس على المرحاض.

جراثيم اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum) المسببة لمرض الزهري
جراثيم اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum) المسببة لمرض الزهري

مراحل مرض الزهري وأعراضه

يتطور مرض الزهري على مراحل عدة، هي كالتالي:

  • الزهري في المرحلة الأولية
  • الزهري في المرحلة الثانوية
  • الزهري في المرحلة الكامنة
  • الزهري في المرحلة المتأخرة
  • الزهري العصبي
  • الزهري الخلقي

كما تختلف أعراض كل مرحلة عن الأخرى، كما قد تتداخل أعراض كل مرحلة مع الأخرى.

حيث يمكن أن يكون المرض معدياً في المرحلتين الأولية والثانوية، وأحياناً في المرحلة الكامنة المبكرة؛ بينما لا يكون معدياً في المرحلة المتأخرة، إلا أن المريض يعاني خلالها أعراضاً أكثر حدة.

١- الزهري الأولي

تظهر القروح الزهرية الدائرية والثابتة وغير المؤلمة، في غضون 10 أيام إلى 3 أشهر من انتشار الجراثيم في الجسم.

وقد تُشفى القروح من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين إلى 6 أسابيع، وقد يستمر المرض في الجسم ويتطور إلى المرحلة التالية.

٢- الزهري الثانوي

تشمل أعراض الزهري الثانوي ما يلي:

  • قروح متورمة في الفم والشرج والأعضاء التناسلية
  • ظهور طفح جلدي خشن أحمر (أو أحمر بني) غير مصحوب بحكة يبدأ على الجذع وينتشر في الجسم بأكمله، بما في ذلك كف اليدين، والقدمين.
  • الآلام العضلية
  • الحمى
  • التهاب الحلق
  • تورم العقد اللمفاوية
  • تساقط الشعر في بقع محددة
  • الصداع
  • فقدان الوزن بدون سبب
  • الإعياء

وقد تختفي هذه الأعراض خلال بضعة أسابيع بعد ظهورها لأول مرة؛ وقد تتجدد الإصابة بها مرات أخرى على مدى فترات طويلة.

ويمكن أن يتطور الزهري الثانوي إلى المرحلة الكامنة والثالثية حال عدم تلقي المريض العلاج المناسب.

٣- الزهري الكامن

يمكن أن يستمر الزهري في المرحلة الكامنة لعدة سنوات دون أية أعراض.

لكن تظل الجراثيم بالجسم في حالة سبات، مع تزايد فرص حدوث انتكاسة للمرض.

ولا يزال الأطباء يوصون بعلاج الزهري في هذه المرحلة، حتى مع غياب الأعراض، لا سيَّما أنه قد يتطور إلى المرحلة الثالثية.

٤- الزهري الثالثي أو المتأخر

يحدث الزهري الثالثي بعد 10 إلى 30 عاماً من الإصابة بالعدوى الأولية، وعادةً يكون بعد فترة من عدم ظهور الأعراض.

وفي هذه المرحلة، يسبب المرض مشكلات في الأعضاء التالية:

  • القلب والأوعية الدموية
  • الكبد
  • العظام
  • المفاصل

وقد تظهر صمغات على المصاب، وهي عبارة عن أورام في الأنسجة الرخوة تحدث في أي مكان في الجسم.

ونتيجةً لتلف الأعضاء في الزهري الثالثي، فإنه يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى وفاة المريض.

لذا يعد علاج المرض قبل أن يصل إلى هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية.

٥- الزهري العصبي

يحدث الزهري العصبي عندما تنتشر الجراثيم لولبية الشكل في الجهاز العصبي، ويكون عادةً في المرحلة الكامنة أو الثالثية.

ومن الممكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل المرض بعد الإصابة الأولية.

وقد يكون مريض الزهري العصبي غير مصاب بأية أعراض لفترة طويلة، وقد تتطور لديه الأعراض تدريجياً، وتتضمن ما يلي:

  • الخرف وتدهور مستمر في الذاكرة
  • الهذيان والهلوسة
  • مشكلات في التركيز
  • المشي بطريقة غير طبيعية
  • تنميل في الأطراف
  • الصداع
  • تشنج لا إرادي للعضلات
  • مشكلات في البصر
  • فقدان الرؤية
  • الضعف العام للجسم

٦- الزهري الخلقي

وفي هذه المرحلة، تنقل الأم الحامل المصابة بالزهري العدوى إلى جنينها عبر المشيمة، كما يمكن أن تنقلها له خلال الولادة.

حيث تنتقل البكتيريا اللولبية الشاحبة إلى الأطفال، وقد يُصابون بالعدوى أو يولدون قبل موعدهم أو تودي بهم الإصابة إلى الوفاة.

وتشير البيانات إلى أن حوالي 70٪ من النساء المصابات بالزهري تكون نتائج حملهن سلبية، وتؤثر سلباً في أطفالهن. (1)

وتشمل الأعراض عند حديثي الولادة ما يلي:

  • تشوه الأنف السرجي وهو فقدان ارتفاع الأنف
  • الحمى
  • طفح في الأعضاء التناسلية والشرج والفم
  • ظهور فقاعات صغيرة على اليدين والقدمين
  • طفح جلدي بلون نحاسي يكون مرتفعاً أو مسطحاً وينتشر في الوجه
  • سيلان مائي من الأنف

وتشمل الأعراض عند الرضع والأطفال الصغار، ما يلي:

  • أسنان هاتشينسون وهي أسنان مشقوقة عند الحافة متباعدة المسافات
  • آلام في العظام
  • فقدان البصر
  • فقدان السمع
  • تورم المفاصل
  • الظنبوب الضالع وهي مشكلة في عظام الساقين
  • ندبات جلدية حول الأعضاء التناسلية والشرج والفم
  • بقع رمادية حول المهبل والشرج من الخارج

وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2015، أقرت منظمة الصحة العالمية (WHO) بأن كوبا أصبحت أول دولة في العالم تخلو من مرض الزهري الخلقي. (2)

التشخيص

يفحص الطبيب جسم المريض، كما يستمع إلى تاريخه المرضي.

ويحتاج الطبيب إلى إجراء المريض اختبارات أخرى للتأكد من إصابته بالزهري، تشمل ما يلي:

  • اختبارات الدم: حيث تكشف العدوى الحالية أو السابقة، لا سيّما أن الأجسام المضادة للجراثيم اللولبية تظل سنوات في الجسم.
  • سوائل القروح: حيث يمكن تقييم السائل الخارج من القروح خلال المرحلة الأولية أو الثانوية من الإصابة بالمرض.
  • السائل الدماغي الشوكي: حيث يفحص الطبيب نتائج الاختبار لمراقبة تأثير المرض في الجهاز العصبي.

وحال تمكن الطبيب من تشخيص المصاب بمرض الزهري، ينبغي على الفور إخطار شريك الحياة للخضوع لتلك الاختبارات الطبية.

كما يوصي الأطباء المرضى بإجراء اختبار الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث تتسبب القروح الناتجة عن مرض الزهري في تسهيل انتشار فيروس نقص المناعة في الجسم.

علاج الزهري

يمكن علاج مرض الزهري بسهولة عن طريق الأدوية إذا تمت معالجته مبكراً.

حيث يُحقن المريض بجرعة واحدة من مادة بنزاثين بنيسيللين G طويل المفعول في المراحل الأولية والثانوية والكامنة المبكرة.

بينما يُحقن مرضى الزهري الكامن المتأخر أو المصابون من مدة غير معروفة، بثلاث جرعات من بنزاثين بنيسيللين G طويل المفعول على فترات أسبوعية محددة.

ويمكن لتلك الجرعات أن تعالج العدوى وتمنع مزيداً من الأضرار الطبية، لكنها لن تعافي الأعراض السابقة.

كما يجب على الأشخاص المُعالَجين من مرض الزهري تجنب الاتصال الجنسي بأشخاص جدد حتى شفاء قروحهم تماماً.

وتجدر الإشارة إلى أن تلقي علاج الزهري لا يعد تحصيناً من الإصابة بالمرض مجدداً.

الوقاية

يعد الامتناع عن العلاقة الحميمية مع الشخص المصاب هي الطريقة الوحيدة للوقاية من مرض الزهري.

وفي حال كان الشخص نشط جنسياً؛ فيفضل استخدام الواقي الذكري بشكل صحيح، والامتناع عن ممارسة الجنس الفموي أيضاً؛ للوقاية من الإصابة بمرض الزهري.