نقص فيتامين د: الأسباب والوقاية

المراجعة الطبية - MSc
الكاتب - أخر تحديث 22 أغسطس 2022

يعد نقص فيتامين د مشكلة صحية عالمية، حيث يعاني ما يقارب مليار شخص في العالم من هذه الحالة أو من عدم وجود كمية كافية من الفيتامين في الجسم.

ومن المتعارف عليه أن الحصول على كمية قليلة من فيتامين د يُضعِف العظام، ولكن بالحقيقة نقص الفيتامين يؤثر على الجسم بالكامل ومختلف الأعضاء.

فإن لفيتامين دفوائد في تعزيز المناعة وأيضاً له دور في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.

نتعرف في هذا المقال على أسباب نقص فيتامين د ومضاعفاته وأيضاً العلاج والوقاية.

أسباب نقص فيتامين د

يوجد أسباب مختلفة يمكن أن تؤدي إلى الانخفاض في مستويات فيتامين د ومن أبرزها نذكر:

١- عدم التعرض للشمس لفترات كافية

ينتج الجسم عادة ما يكفي من فيتامين د بمجرد تعرض الجلد لأشعة الشمس لوقت وجيز.

ورغم ذلك قد يكون بعض الناس أكثر عرضة من غيرهم لنقص فيتامين د بسبب عدم الاستفادة الكافية من أشعة الشمس لتصنيعه، يمكن ملاحظة ذلك في الحالات التالية:

  • أصحاب البشرة الداكنة: يعيق الميلانين في البشرة امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضرورية لتصنيع الفيتامين في الجلد.
  • قلة التعرض لأشعة الشمس: بسبب عدم الخروج من المنزل أو العمل ليلاً أو نتيجة تلوث الهواء.
  • كبار السن: تنخفض قدرة الجلد على تصنيع فيتامين د مع التقدم في العمر، إضافة لتأثير بقائهم في المنزل لوقت أطول.
  • السمنة: تحد الدهون في الجلد من قدرته على استغلال أشعة الشمس لتصنيع فيتامين د، كما أنه فيتامين قابل للذوبان في الدهون أي يتم تخزينه في الشحم.
  • تغطية الجلد لاعتبارات ثقافية
  • استخدام واقي شمسي

٢- حالات صحية تعيق تحقيق مستوى مناسب من فيتامين د

يمكن أن تمنع بعض الحالات الجسم من الحصول على كمية كافية من فيتامين د. على سبيل المثال لدينا:

١- مشاكل في الجهاز الهضمي تعيق عملية امتصاص المغذيات.

وذلك لأن فيتامين د قابل للذوبان في الدهون، أي أن امتصاصه من الأمعاء يعتمد على قدرة الأمعاء على امتصاص الدهون.

تشمل مشكلات الامتصاص أمراضا مثل الداء الزلاقي والتليّف الكيسي والتهاب القولون القرحي وداء كرون وغيرها.

٢- الخضوع لجراحة المجازة المعدية، وهي جراحة تستخدم لعلاج البدانة وتتضمن تعديل مسار الهضم، من أعراضها الجانبية سوء امتصاص فيتامين د.

٣- أمراض الكلية والكبد التي تؤثر في عملية تعديل فيتامين د المتشكل في الجلد أو القادم من الأغذية إلى شكل آخر للوصول للشكل النشط للفيتامين.

وتتعطل هذه العملية في حالات مثل الفشل الكلوي المزمن والتليف الكبدي.

٣- تناول بعض الأدوية

تؤثر بعض الأدوية على قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين ومنها:

  • مضادات الحموضة
  • مدرات البول
  • ملينات الأمعاء
  • الهرمونات القشرية السكرية مثل الكورتيزون
  • أدوية الإيدز
  • مضادات الفطريات

٤- زيادة الحاجة له دون تعويض صحيح

يحدث هذا بشكل أساسي في الحالات التالية:

  • الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية: إذ أن حليب الأم يحتوي كميات صغيرة من فيتامين د.
  • النساء الحوامل أو المرضعات: من المرجح أن يتطور نقص فيتامين د لدى النساء اللواتي أنجبن عدة أطفال مع فترات قصيرة بين فترات الحمل.

أعراض عوز فيتامين د

قد لا يترافق نقص فيتامين د بأعراض مباشرة فالكثيرون ممن يعانون من هذا النقص يشعرون بأعراض عامة كالتعب.

ولكنه في المقابل بعض التغيرات التي تحدث في الجسم هي ما تكشف عن النقص، فهو يزيد نشاط الغدد جارات الدرق وبالتالي تفرز هرموناً يرفع مستويات الكالسيوم في الدم عبر سحبه من العظام، كنتيجة تؤدي هذه التغيرات إلى:

  • الكساح للأطفال والرضع لأن هذه الفترة للأطفال هي فترة النمو السريع للعظام، وعدم حصول الطفل على ما يكفي من فيتامين د يؤدي لتلين العظام بالتالي تشوهها.
  • تلين العظام عند البالغين
  • هشاشة العظام وخاصة عند كبار السن
  • كسور في العظام
  • آلام العظام وغالباّ يحدث في عظام الساق وقد يحدث أيضاً في أسفل الظهر والوركين والحوض والفخذين والقدمين
  • ضعف العضلات الذي يتمثل بصعوبة في صعود السلالم أو النهوض من الأرض أو الكرسي
  • ألم عضلي
  • التهاب المفاصل وآلامها
  • الاكتئاب والتعب

هنالك العديد من المضاعفات التي قد تكون مرتبطة باستمرار انخفاض مستويات فيتامين د لفترة طويلة ومازالت تحتاج دراسات أكثر لتأكيدها، مثل:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية كالضغط والسكتة الدماغي
  • مشاكل المناعة الذاتية والالتهابات، إذ ينظم فيتامين د عادة عمل الخلايا المناعية
  • أمراض عصبية، فعمل الأعصاب وبعض وظائف الدماغ مرتبطة بمستويات جيدة من فيتامين د
  • بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستات والقولون
  • كما أن نقص فيتامين د خلال فترة الحمل ارتبط بحدوث التوحد لدى الطفل لاحقاً وذلك حسب دراسة في عام ٢٠١٠
  • أظهرت دراسة مشتركة في عام ٢٠١٢ أهمية دور فيتامين د للمرأة الحامل وأن نقص فيتامين د عند الحامل يزيد احتمال إصابتها بتسمم الحمل وسكري الحمل والولادة الباكرة وولادة طفل صغير بالنسبة لسن الحمل (SGA)
  • حسب دراسة عن الحساسية تبين أن نقص فيتامين د عند الأطفال وعدم التعرض للشمس بالشكل الكافي مرتبط بالحساسية تجاه أنواع الطعام.

تشخيص نقص فيتامين د

يرشح لإجراء اختبار مستويات فيتامين د الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية:

  • الكساح أو تلين العظام أو هشاشة العظام
  • ضعف العضلات وآلام العظام
  • أمراض الكلية والكبد
  • متلازمات سوء الامتصاص في الأمعاء
  • فرط نشاط جارات الدرق
  • من يتناولون الأدوية التي تؤثر في مستوى فيتامين د أو في نسبة الاستفادة منه
  • النساء الحوامل والمرضعات
  • كبار السن وخصوصاً من لديهم تاريخ من السقوط أو الكسور
  • الأطفال والبالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة
  • بعض الأورام اللمفاوية

قد تختلف القيمة المثالية لمستويات فيتامين د في الدم ولكن الأطباء يؤكدون على ضرورة تحقيق مستوى يتراوح بين ٩٠ إلى ١٠٠ نانومول / لتر، أو ٣٥ إلى ٤٠ نانوغرام/ مل والتي تعتبر القيم المثالية.

أما في حال كانت القيم تشير لمستويات تتراوح بين ١٢ إلى ٢٠ نانوغرام/مل أو أقل فذلك يعني حالة نقص.

قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء تحاليل أخرى ترتبط بالفيتامين د من أجل تقدير حالة مستويات الكالسيوم والفوسفات وهرمون جارات الدرق ووظائف الكبد والكلى وتحديد العلاج المناسب.

علاج انخفاض مستوى فيتامين د

العلاج هو تناول مكملات فيتامين د، إما عن طريق الحقن أو كدواء سائل أو أقراص، حيث يختار الطبيب الجرعة وأفضل جدول علاج اعتماداً على الحالة وشدة النقص والعمر.

علاوة على علاج نقص فيتامين د بأسبابه المختلفة، تساعد مكملات فيتامين د في علاج:

  • المستويات المنخفضة من الكالسيوم
  • المستويات المنخفضة من الفوسفات
  • مشاكل نمو العظام وتلينها والكساح
  • بعض أنواع التقلصات العضلية غير الطبيعية

يقترح الطبيب أحياناً العلاج بجرعات عالية ليتحسن النقص بسرعة لا سيما عند الأطفال أو الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة جداً.

أو قد يختار العلاج بجرعات منخفضة يوميًا لمدة ١٢ شهراً وهي طريقة مناسبة إذا كان النقص خفيفًا.

ويتميز فيتامين د بإمكانية أخذ الجرعة إما يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً لأنه فيتامين قابل للذوبان في الدهون يمكن للجسم تخزينه في الشحم.

بمجرد علاج نقص فيتامين د وتجديد مخزون الجسم منه، غالباً ما تكون هناك حاجة إلى ما يسمى العلاج بجرعة الصيانة على المدى الطويل، يكون هدفها منع النقص في المستقبل وهي عموماً أقل من جرعة علاج النقص.

الجدير بالذكر أنّ رفع جرعة المكمل دون استشارة الطبيب لا يفيد، فالحد الأعلى الذي يوصى به لفيتامين د هو٤٠٠٠ وحدة دولية في اليوم للبالغين.

وذلك أن الجرعات الأعلى قد تؤدي لارتفاع شديد، والمستويات العالية من فيتامين د تسبب خللاً كنقصه.

كثير من الناس لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د ولكنها ليست كافية لتصنيفهم على أنهم يعانون من حالة نقص في الفيتامين، ولذلك وفي هذه الحالات ينصح الطبيب بزيادة مستوى فيتامين د حتى بدون وجود أعراض.

الوقاية من عوز فيتامين د

من أجل الوقاية من الضروري معرفة مصادر فيتامين د والعمل على الحفاظ على مستويات مناسبة منه، يشمل ذلك:

  • التعرض لأشعة الشمس لفترة بدون واقي من الشمس.
  • تناول بعض الأطعمة الغنية بفيتامين د، مع الانتباه لكون الغذاء لا يوفر سوى ١٠% من مستوى فيتامين د المطلوب وأن المصدر الرئيسي هو الشمس.
  • تناول مكملات فيتامين د للوقاية عند بعض الأشخاص المعرضين للإصابة بنقص الفيتامين.
  • تحديد الحالات الصحية والأدوية التي قد تكون سبباً في نقص فيتامين د ومناقشة الطبيب حول أهمية إجراء اختبار فيتامين د للأشخاص المعرضين لنقصه.
  • تشجيع النساء بعد سن اليأس على تناول مكملات فيتامين د للمساعدة في الوقاية من هشاشة العظام التي تسهم بها التغيرات الهرمونية.