هرمون بروجسترون: الوظيفة والاضطرابات

الكاتب - أخر تحديث 2 سبتمبر 2022

يحتوي جسم الانسان على العديد من الهرمونات المختلفة، والتي لها دور في الحفاظ على صحة الجسم، ومن بينها هرمون بروجسترون.

فما هو هذا الهرمون؟ وما دوره في جسم الأنثى؟ وهل يتم إفرازه عند الذكور؟

ما هو بروجسترون؟

ينتمي بروجسترون إلى مجموعة من الهرمونات الستيروئيدية يطلق عليها اسم "البروجسترونات".

عندما يتم إطلاق البويضة من المبيض (تقريباً في اليوم 14 من الدورة) أثناء الدورة الشهرية، فإن بقايا الجريب الذي يحيط بالبويضة تشكل بنية يطلق عليها اسم الجسم الأصفر وهو الذي يطلق هرمون بروجسترون.

ويهيئ بروجسترون الجسم للحمل في حال تلقيح البويضة؛ بينما إذا لم يتم التلقيح، يضمر الجسم الأصفر، كما ينخفض ​​إنتاج بروجسترون وتبدأ دورة شهرية جديدة.

أما في حال تم تلقيح البويضة، فإن بروجسترون يحفز نمو الأوعية الدموية التي تغذي بطانة الرحم ويحفز الغدد فيه على إفراز العناصر الغذائية التي تغذي الجنين.

حيث يقوم البروجستون لاحقاً بإعداد نسيج بطانة الرحم للسماح للبويضة الملقحة بالتعشيش، كما ويساعد أيضا في الحفاظ على بطانة الرحم طوال فترة الحمل.

خلال المراحل المبكرة من الحمل يستمر الجسم الأصفر في إنتاج بروجسترون فهو ضروري لدعم الحمل وتشكيل المشيمة.

تتولى المشيمة لاحقاً إنتاج هذا الهرمون في حوالي الأسابيع 8 - 12 من الحمل.

وأثناء الحمل يلعب بروجسترون عدة أدوار مهمة فهو:

  • يحفّز نمو أنسجة الثدي عند الأم تمهيداً لعملية الرضاعة
  • كما يقوي عضلات جدار الحوض استعداداً للولادة
  • يرتفع مستوى هرمون بروجسترون في الجسم بشكل مطرد طوال فترة الحمل حتى حدوث المخاض وولادة الطفل.

وعلى الرغم من أنَّ الجسم الأصفر في المبيض هو الموقع الرئيسي لإنتاج هرمون بروجسترون إلا أنّه ينتج أيضاً بكميات أقل عن طريق المبيض ذاته، والغدتين الكظريتين، ومن المشيمة أثناء الحمل.

مستويات هرمون بروجسترون الطبيعية

تكون مستويات بروجسترون منخفضة نسبياً قبل الإباضة، وعادةً ما تزداد عندما يتم إطلاق البويضة من المبيض.

وإذا لم ترتفع مستويات هرمون بروجسترون وتنخفض شهرياً فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في عملية الإباضة أو في الحيض أو كليهما وقد يكون سبباً للعقم.

وعادةً ما يكون لدى المرأة ذات الحمل المتعدد (أي توأم وثلاثة توائم وما إلى ذلك) مستويات أعلى من بروجسترون بشكل طبيعي مقارنةً بالحامل بجنين واحد.

ويمكن أن يستخدم اختبار الدم لقياس مستويات بروجسترون؛ حيث يمكن أن تساعد النتائج في تحديد سبب العقم، والتحري عن الإباضة.

والمساعدة في تشخيص الحمل خارج الرحم أو فشل الحمل ومراقبة صحة الحمل، أو المساعدة في تشخيص نزيف الرحم غير الطبيعي.

١- انخفاض مستوى بروجيسترون

قد تنخفض مستويات بروجسترون بسبب:

  • تسمم الدم
  • ما قبل الإرجاج: أو ما يسمى بتسمم الحمل، وهو حالة طبية خطيرة يمكن أن تحدث في منتصف فترة الحمل تقريباً.
    ويحدث فيها ارتفاع في ضغط الدم وتورم وصداع وعدم وضوح الرؤية، وهي عادةً تختفي بعد الولادة.
  • في أواخر الحمل
  • ضعف وظيفة المبيض
  • انقطاع الطمث
  • الحمل خارج الرحم
  • الإجهاض

إنَّ أبرز مظاهر انخفاض مستويات هرمون بروجسترون هو عدم انتظام الدورة الشهرية كما أنَّ الدورات تصبح أقصر؛ وتشمل الأعراض الأخرى:

  • تغيرات المزاج والقلق والاكتئاب
  • اضطرابات النوم
  • زيادة الوزن وألم الثدي، وهي أعراض نادرة
  • فرط نمو بطانة الرحم، مما يؤدي بدوره إلى حدوث دورات غزيرة

٢- ارتفاع مستوى بروجسترون

قد ترتفع مستويات بروجسترون بسبب ما يلي:

  • كيسات المبيض
  • حالات الحمل غير القابلة للحياة
  • نوع نادر من سرطان المبيض
  • زيادة إفراز بروجسترون من الغدد الكظرية
  • سرطان الغدة الكظرية
  • تضخم الغدة الكظرية الخلقي (CAH)

كما ترتبط الزيادة مع استعداد الجسم للإخصاب بالأعراض المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، بما في ذلك:

  • تورم الثدي
  • ألم في الثدي
  • الانتفاخ
  • القلق
  • الإعياء
  • الاكتئاب
  • انخفاض الرغبة الجنسية
  • زيادة الوزن

ولا يسبب ارتفاع هرمون بروجسترون وحده مضاعفات صحية؛ ولكن يمكن أن أن يؤثر تضخم الغدة الكظرية الخلقي (CAH) على الغدد الكظرية.

ويؤدي إلى خلل في توازن إنتاج الهرمونات (نقص أو زيادة في الإنتاج) والذي يمكن أن يسبب ظهوراً للصفات الذكورية نوعاً ما.

كما يمكن أن تولد الفتيات المصابات بتضخم الغدة الكظرية الخِلقي الحاد بأعضاء تناسلية غامضة، على سبيل المثال، قد يكون البظر أكبر من المعتاد فيبدو كقضيب صغير بينما يندمج الشفران ليبدوان مثل كيس الصفن.

كما قد يعاني الأشخاص المصابون بأشكال أخف من هذه الحالة من علامات مبكرة على البلوغ أو مشاكل في الخصوبة.

وهناك حالة أخرى مرتبطة بارتفاع هرمون بروجسترون وهي الحمل العنقودي؛ والذي يحدث عندما لا يتشكل الجنين بشكل صحيح وتنمو المشيمة لتشكل ورماً غير سرطاني.

وظيفة هرمون بروجسترون عند الذكور

يحتاج الذكور أيضاً إلى هرمون بروجسترون لإنتاج هرمون تستوستيرون (هرمون الذكورة)؛ حيث تنتج الغدتان الكظريتان والخصيتان هرمون بروجسترون.

كما تتشابه مستويات هرمون بروجسترون عند الذكور تلك الموجودة عند الإناث في النصف الأول من الدورة الشهرية، عندما يستعد الجريب في المبيض لإطلاق البويضة.

وتشمل أعراض انخفاض هرمون بروجسترون عند الذكور ما يلي:

  • انخفاض الرغبة الجنسية
  • تساقط شعر
  • زيادة الوزن
  • الإعياء
  • الاكتئاب
  • التثدي، وهو زيادة حجم الثدي عند الذكور
  • ضعف الانتصاب
  • خسارة العظام
  • ضياع الكتلة العضلية

كما يكون لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض مستويات بروجسترون مخاطر أكبر للإصابة بما يلي:

ومع تقدم الرجال في العمر، يبدأ هرمون تستوستيرون في الانخفاض، وترتفع مستويات هرمون إستروجين، كما تنخفض مستويات بروجسترون بشكل كبير.

بديل بروجسترون

يوجد هرمون بروجسترون بشكل طبيعي في الجسم، ولكن يمكن إنتاجه صناعياً أيضاً؛ وتدعى الهرمونات الستيروئيدية الصناعية ذات الخصائص الشبيهة بالبروجسترون "بروجستين".

ويتوفر "بروجستين" على شكل:

  • كبسولات
  • الجل المهبلي
  • الغرسات
  • الأجهزة داخل الرحمية (IUD)
  • الحقن

كما يعتبر بروجستين علاجاً للحالات التالية:

  • تنظيم النسل
  • اضطرابات الدورة الشهرية
  • انقطاع الطمث
  • نزيف الرحم غير الطبيعي
  • الداء البطاني الرحمي
  • كما يعالج فرط تنسج بطانة الرحم وسرطان الثدي أو الكلية أو الرحم
  • وأيضاً التغييرات في نمو الشعر والتغييرات في الرغبة الجنسية.
  • وله دور في العلاج الهرموني المضاد للسرطان وآلام الثدي ومنع الولادة المبكرة
  • علاج حب الشباب
  • علاج العقم
  • إنتاج الحليب عند الأم

ويمكن أيضاً أن يوجد في العلاج بالهرمونات البديلة.

الآثار الجانبية لاستخدام هرمون بروجستين

قد تشمل الآثار الجانبية لاستخدام بروجستين ما يلي:

  • الصداع
  • طراوة أو ألم الثدي
  • حس انزعاج في المعدة والإقياء والإسهال والإمساك
  • تغيرات في الشهية
  • زيادة الوزن
  • احتباس السوائل
  • التعب
  • آلام العضلات أو المفاصل أو العظام
  • تقلب المزاج والتهيج
  • القلق المفرط
  • سيلان الأنف والعطاس والسعال
  • الإفرازات المهبلية
  • مشاكل التبول