الرئيسية جسم الإنسان الغدد هرمون النمو: الوظيفة والاضطرابات

هرمون النمو: الوظيفة والاضطرابات

الكاتب - أخر تحديث 18 أبريل 2023

يعتبر هرمون النمو من أهم الهرمونات التي يفرزها جسم الإنسان، حيث يساعد في تنظيم نمو الأنسجة والخلايا في الجسم وخاصةً عند الأطفال ويؤثر على العديد من الوظائف الحيوية، ويساعد في الحفاظ على بنية الجسم الطبيعية لدى البالغين.

إفراز هرمون النمو

هرمون النمو "Growth Hormone" هو بروتين يُصنع ويُفرز من الغدة النخامية "Pituitary Gland"، وهي غدة صماء صغيرة تشكل جزءاً من الدماغ. ومن ثم ينتقل في مجرى الدم إلى جميع الأنسجة في الجسم لتحفيز النمو.

يطلق الفص الأمامي للغدة النخامية هرمون النمو بشكلٍ نبضي خلال اليوم؛ ويتم التحكم في إطلاقه بشكل أساسي من خلال هرمونين من الوطاء، وهو جزء من الدماغ يتحكم في العديد من وظائف الجسم الحيوية ويتصل بالغدة النخامية عن طريق السويقة النخامية:

  • الهرمون المطلق لهرمون النمو "Growth Hormone-releasing hormone" والذي يحفز إطلاقه
  • السوماتوستاتين "Somatostatin" والذي يمنع إفرازه

كما أن هنالك العديد من الهرمونات الأخرى التي تنظم إفراز هرمون النمو وهي:

  • عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 IGF-1 والذي يمنع إنتاج الهرمون.
  • في حين أن هرمونات الثيروكسين "Thyroxine" والهرمونات القشرية السكرية "Glucocorticoids"، والجريلين "Ghrelin" تطلق الهرمون.
  • وفي الحالة الطبيعية يتم تثبيط إطلاق هرمون النمو عن طريق ارتفاع السكر في الدم بينما يتم تحفيز إطلاقه بالنوم العميق والإجهاد والتمرين ونقص السكر في الدم. بالإضافة إلى تناول بعض الأطعمة الغنية بالأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن.

الوظيفة

إن هرمون النمو وكما يوحي اسمه يحفز النمو في جميع أنحاء الجسم، بالإضافة إلى أدواره المتمثلة بالتالي:

  • تعزيز نمو الغضاريف والعظام وخاصةً عند اليافعين
  • ينظم الدهون والعضلات والأنسجة والعظام في الجسم طوال الحياة
  • ينظم جوانب أخرى تتعلق باستقلاب الجسم مثل الإنسولين ومستويات السكر في الدم.
  • ومن المهم التنويه إلى أن مستوياته تقل بشكل طبيعي من منتصف العمر فصاعداً.

الاضطراب في المستويات

قد تزداد أو تنقص مستويات هذا الهرمون عن الحد الطبيعي في حالات معينة، وقد يسبب هذا الاضطراب في مستوياته مما يسبب ظهور أعراض ومشاكل مختلفة عند الأطفال والبالغين.

١- فرط هرمون النمو

تسبب الزيادة في مستويات هرمون النمو عند البالغين ولفترة طويلة من الزمن حالة صحية تُعرف باسم ضخامة النهايات "Acromegaly"، وفيها تتورم اليدان والقدمان ويحدث تضخم في الوجه وتغير في ملامحه.

هذا بالإضافة إلى تضخم الأعضاء في الجسم وحدوث اضطرابات وظيفية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض القلب.

وتنتج أكثر من 99% من حالات ضخامة النهايات عن الأورام الحميدة للغدة النخامية، والتي تنتج بدورها كميات زائدة من هرمون النمو.

بينما نادراً ما يمكن أن تزداد مستويات هرمون النمو عند الأطفال قبل وصولهم إلى طولهم النهائي، وقد يؤدي ذلك إلى نمو مفرط للعظام الطويلة ويصبح الطفل طويل القامة بشكل غير طبيعي، وهذا ما يعرف باسم العملقة "Gigantism"

التشخيص والعلاج

يتم تشخيص فرط إنتاج هرمون النمو من خلال إعطاء مشروب سكري وقياس مستوى الهرمون خلال الساعات التالية؛ حيث يجب أن يتسبب السكر في انخفاض إنتاجه في الحالة الطبيعية، وهذا ما لا يحدث في الحالات المرضية المسببة لفرط هرمون النمو.

وتشمل العلاجات الأكثر شيوعاً الجراحة والأدوية والعلاج الشعاعي.

٢- عوز هرمون النمو

  • يسبب نقص هرمون النمو في الجسم ضعف النمو عند الأطفال، وقد يوحي وجه الطفل بأنه أصغر مما هو مناسب لسنه، هذا بالإضافة إلى ضعف الشعر وتأخر البلوغ كذلك.
  • بينما يسبب نقص هرمون النمو عند البالغين عدم الإحساس بالصحة الجيدة وزيادة الدهون وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وضعف القلب والعضلات والعظام.
الأسباب والعلاج
  • قد يكون هذا النقص موجوداً منذ الولادة، حيث قد يكون السبب غير معروف أو وراثي أو نتيجة إصابة الغدة النخامية (أثناء تطور الجنين أو عند الولادة).
  • كما قد يحدث نقص هرمون النمو أيضاً لاحقاً نتيجة إصابة الدماغ أو نشوء ورم في الغدة النخامية أو تلف الغدة بعد جراحة الدماغ أو العلاج الإشعاعي للسرطان.

ويكون العلاج الرئيسي باستبدال هرمون النمو باستخدام الحقن لمرة واحدة في اليوم أو عدة مرات في الأسبوع.

سابقاً كان يتوقف العلاج بهرمون النمو عند الوصول إلى البلوغ، ولكن أصبح من الواضح الآن أن هذا الهرمون يساهم في إيصال كتلة العظم وكتلة العضلات إلى أفضل مستوى ممكن، وكذلك يحد من زيادة كتلة الدهون أثناء التطور إلى مرحلة البلوغ. ولذلك قد يناقش الطبيب المختص فوائد إعطاء الهرمون الصناعي حتى سن 25 حتى تصل كتلة العظام والعضلات إلى الدرجة الأفضل.

كما قد تم ربط هرمون النمو بمستويات الطاقة، حيث أن البالغين الذين يعانون من عوز الهرمون يشعرون بالتعب إلى درجةٍ كبيرة، وهؤلاء قد يستفيدون من علاج مدى الحياة، مع الأخذ بالعلم أن استخدامه عند البالغين لا يؤدي إلى زيادة الطول.

هرمون النمو الصناعي

يتوفر الشكل الاصطناعي لهرمون النمو فقط عن طريق وصفة طبية، ويؤخذ عن طريق الحقن. ويصف الطبيب هذا الهرمون عند الأطفال لعلاج:

  • نقص هرمون النمو
  • الحالات التي تسبب قصراً في القامة، مثل الداء الكلوي المزمن ومتلازمة تورنر ومتلازمة برادر ويلي

بينما يتم وصف الهرمون عند البالغين لعلاج:

  • نقص هرمون النمو
  • فقدان الأنسجة العضلية بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية HIV المسبب لمرض الإيدز
  • متلازمة الأمعاء القصيرة
الآثار الجانبية للهرمون الصناعي

يمكن أن يسبب هرمون النمو الصناعي بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك:

  • متلازمة النفق الرسغي
  • زيادة مقاومة الأنسجة للأنسولين و/أو مرض السكري من النمط الثاني
  • تورم في الذراعين والساقين
  • آلام المفاصل والعضلات
  • التثدي "Gynecomastia" وهو تضخم أنسجة الثدي عند الذكور
  • زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان